اللجوء إلى الهدوء دائما هو الحل الأنسب لإستعادة نشاطك
ومزاولة أعمالك بشكل جيد. في الربيع الماضي وبعد إنتهاء الفصل الدراسي الأول من
الجامعة قررنا ومجموعة من اصدقائي الذهاب في رحلة استكشافية لقرية في قضاء كسروان
تعرفنا عليها من خلال صفحة "now lebanon" على فايسبوك تدعى "شووين".
انطلقنا من بيروت باكراً، فشووين تقع على مقربة من مزرعة يحشوش في قضاء كسروان أي تبعد تقريباً ٣ ساعات عن بيروت. في طريقك إلى شووين كل ما يخطر ببالك ترنيمة وديع الصافي "لبنان يا قطعة سما" فكل ما يحيط بك هو جبال لبنان الخضراء وعبق رائحة شجر الصنوبر وفي هكذا أجواء نديمك المثالي هو كاميرتك وموسيقاك المفضلة.
بعد مشوار دام حوالي الثلاث ساعات
وصلنا إلى مرادنا المنشود "شووين" ولكن الأمر الغريب اننا وجدنا شووين
عبارة أن ٤ بيوت صغيرة وكنيسة واحدة في نهاية القرية وطوال سيرك فيها لا تسمع سوى
خرير مياه نهر براهيم الذي يصب في وادي القرية.
ظللنا نمشي حتى وصلنا إلى آخر منزل
وهو عبارة عن غرفتين يسكنهما أبو شربل وإم شربل، والغريب في الموضوع أنا أبو شربل
لم يزر بيروت أو أي مدينة أخرى من
٢٠ سنة فهو حتى لا يملك تلفاز أو أي وسيلة تسلية أخرى،
كل حياته بين دجاجته وكرسيه الصغير عند مدخل منزله لمراقبة
الزوار الجدد أو كما يسميهم "المحتلين". فأبو شربل "الكل
بالكل" استطعنا كسب ثقته من خلال شرائنا للبيض البلدي
وأخبرنا أنه لايوجد لشووين رئيس بلدية وإن أغلب زوارها من فئة الشباب
التي تقصد شووين للتخييم وقضاء عطلة لطيفة، سألناه عن مكان التخييم فأشار إلينا
بيده إلى شجرة كبيرة أزحنا أغصانها وإذ بجزيرة حصة صغيرة تتوسط نهر ابراهيم
استفسرنا عن كيفية الوصول إليها فقال لنا أنها تحتاج لمشي بين الساعة والنصف
والساعتين.
جلنا الغابات وتسلقنا الجبال وتعرضنا
للمخاطر فطريقها وعرة جداً وصعبة لكن تجوالك في احضان الطبيعة والهدوء يخيم على
الأجواء يهفذك لإكمال رحلتك إلى النهاية فكلما اقتربت من الجزيرة زاد شغفك بالوصول
إليها وبعد معاناة تعب جميلة وصلنا لا يمكنك الوصول إلى الجزيرة إلا إذا قطعت
النهر مشياً فمياه النهر باردة لدرجة رهيبة وبعد أن تصل إلى البر ترى أن جزيرة
الحصة هذه في كعب وادي عميق جداً وكل ما يحيط هذه الجزيرة هي الأشجار ونباتات
الخضراء والسناجب! وفعلاً شووين انها المنطقة الأنسب لنسيان كل تعبك وهمومك يكفيك
أنها أبعد شيء عن الضجة ولا يوجد إرسال للهواتف الخلوية فإنه الوقت المثل لخلوتك
الشخصية وللعودة بروح جديدة إلى علمك الملوث.
لور قلوط.
No comments:
Post a Comment