Saturday, 9 August 2014

قصر موسى

الاسم : محمد ابو الخير


من صيدا الى الدامور وصولا الى منتقى النهرين صعودا الى الجبل اي  منطقة الشوف في لبنان  و هي  من اجمل المناطق السياحية نظرا لما تجمعه من المعالم الاثرية والمناظر الطبيعية الخلابة والطقس المعتدل  صيفا  و البارد شتاء ، فكانت رحلتي مع العائله متجه نحو زيارة بيت الدين و قصر موسى ، فعند وصولنا الى بيت الدين
لم نستطع الدخول و عند سؤالي لاحد افراد الجيش الذي كان متواجد هناك لما الجيش منتشر هنا ، اجاب : إن رئيس الجمهوريه اللبنانيه ميشال سليمان كل صيف ياتي الى بيت الدين لاخذ الراحه ، عند اذن اعتقدت ان سبب عدم الدخول هو رئيس الجمهوريه ،فتجهت انا و عائلتي  مباشرة الى قصر موسى  .
و عند وصولي  إلى قصر موسى المعماري حيث يعد تحفة فنية يؤمـه الزوار ، بمجرد وصلت الى مدخل القصر بموجبي ان اشتري تذكرة دخول  و سعر التذكرة 10$ للشخص الواحد ، نقطة البداية كانت في القاعة المتحركة الكبرى للقصر ـ في الطابق الثاني وعلى مستوى طريق عام دير القمر بيت الدين ، بدأت نظراتي تتمايل لان هذه القاعه تتضمن التراث اللبناني الاصيل فعند الوهله الاولى شعرت بالخوف لان هذه الاشخاص التى جسدها موسى  من دمى مصنوعه من  الشمع و التى تعود العوائل اللبنانية القديمة التى تتحرك على الماء ، و هنا في الطابق نفسه  رأيت العديد من الاعمال اليدويه القديمه  مثل  صنع الخزف ،غزل الصوف، و نفخ النار في الكور، خياطة الالبسه ، دق الكبة في الجرن  ، و اللافت المضحك ان قصر فيه الوحدة الوطنية بكل فئاته وطوائفه ونزعاته ، الذي اليوم ينقصه هذا الشعور ، عندما رأيت رجل دين مسلم وبقربه رجل دين مسيحي ، و اجمل ما رأيته هو عندما جسد مدرسته و تلامذته و استاذه الذي كان يضربه و يسخر منه عندما كان يحلم ببناء قصر له ، و ايضا لفتني النظر بان هذا القصر متمسك بكل شيئ قديم عندما رأيت في الطابق الاسفل امراة تجرش الحبوب على جاروشة ، وهناك رجلاً يحمّص البن وابو العبد البيروتي يسحب نفس النرجيلة. ورأيت  بعيداً مزارع يسقي الزهور بواسطة الحمار و هذا يدل ان الحياة القديمه كانت تعتمد على الحيوانات مثل البقر و الثور و الحصان ، وكل هؤلاء يتحركون وكأنني امام أشخاص أحياء لا ينقصهم سوى  النطق  و من الحياة البدائيه الى القاعات المخصصة لعرض الأسلحة القديمة من العصر العثماني حتى الاحتلال الفرنسي للبنان حيث نبهرت بهذه المجموعه الجميله بتنوع الاسلحه بين الثقيله و الخفيفه ، عند انتهاء جولتي داخل القصر  خرجت لكي اتمتع بغابات الصنوبر الشاهقة التي تحيط موقعه الاستراتيجي الذي يقصده السياح للتمتع بالمناظر الخلابة والطبيعية ، وفي طريقي الى صيدا و وصولي الى صيدا و بعد مرور يومين من رحلتي و حتى اليوم باتت هذه المناظر المنحوته مزروعه في ذاكرتي .

No comments:

Post a Comment