المشرف

سحر شبايطة

المشرف هو أحد أقضية محافظة جبل لبنان، يقع في قضاء الشوف يبعد 30 كلم عن بيروت عاصمة لبنان، و يعتبر من المناطق السياحية. فما بال المشرف وما بال ذكرياته، بعضها جميل واخر متعب، والبعض الاخر ولادة حب.

من خلال مشاركتي في ورشة عمل في المشرف حيث كانت زيارتي الاولى للمنطقة ، استمرت الورشة حوالي شهرين في يومين السبت والاحد من كل اسبوع. في طريقي  اليها حيث كنت انتظر الوصول لارى جمالها وهدوئها الذي يحكى عنه، ما ان وصلنا  مدخلها اذ ان هناك حاجز صغير لرجال الامن  حيث لا يسمحون للمرور اي شخص دون اذن مسبق، وفعلا كانوا المشرفين على ورشة العمل معهم اذن مسبق لدخولنا المنطقة، هنا شعرت بالامان الذي نفقده اليوم في معظم المناطق اللبنانية.

فبدأت الورشة عملها في فيلا خاصة للذوي الاحتياجات الخاصة و ورش عمل، وبعد نهارا متعبا، جاء الليل بسهراته الغنائية والثقافية، وجاء الصباح لاصحو باكرا واخرج للممارسة الرياضة واتمتع بهواء المشرف وجماله. بدأت التجول فرايت البحر عن بعد، مشيت على لارصفة ورائحة الزهور والياسمين تتمايل مع كل نسمة هواء، والاشجار باشكالها وانواعها حيث تشكل صورة بيئية وصحية، وايضا التماثيل المتواجد على جوانب الارصفة، اما شعورك بالامان والهدوء يجبرك للمجيء والعيش في هذه المنطقة.

اصبحت انتظر نهاية كل اسبوع حتى استمتع بالامان والهروب  الى الهدوء من ضجيج محيط سكني، لاستمتع بموقع المنطقة الاستراتيجي  وجمال شوارعه وارصفته. وفي يوم من تلك الايام على نفس الشوارع والارصفة قد ولد حب فاح مع رائحة الياسمين، مع شاب وسيم جمعتنا الافكار والثقافة من خلال ورشة العمل، لكن بجولاتي الصباحية ونسيم هواء المشرف واطلالته البعيدة عن البحر ظهرت معاني الحب والعشق و تفجرت المشاعر والاحاسيس.

اذا المشرف ليس فقط يحتضن الجمال والامان بل يحمل كل الحب بين الزهور والاشجار والتماثيل والارصفة، يجمع القلوب سويا، يخلق قصص عاطفية، لهذا ما زلت اتسأل  ما بال المشرف!!