هل سمعت يوما عن الصياد الذي وجد خاتما ذهبيا داخل سمكة؟ وإن سمعت فهل تعرف اين يسكن؟ ما سيكون رأيك في مكان يجمع عشرات الصيادين ومئات الخواتم جنبا إلى جنب؟ مع ملابس الأميرات تزين الممرات؟
هل تعتقد أن ما قيل قصة خيالية، رافقني وآعرف، عندما تصل إلى مرفأ آحيرام الذي بناه في القرن العاشر ميلاديا في المدينة الساحلية جنوب لبنان والتي يمكنك الوصول إليها بعد قطع 73 كلم جنوبا عن العاصمة بيروت وما يقارب 40 كلم عن عاصمة الجنوب "صيدا"، وعدم وجود وسيلة نقل خاصة ليست بمشكلة، إذ يمكنك الإنتقال من بيروت وإليها بباصات النقل الخاصة إذ لا وجود لشبكة مواصلات رسمية ودفع 4500 ل.ل. فقط لنزهة بجانب البحر وتنشق رائحة الليمون، وبسبب زحمة السير الخانقة بين بيروت وصيدا وعلى الخط بأكمله أيام نهاية الأسبوع بسبب تفضيل الجنوبيين الإستمتاع بليالي الجنوب مع أقاربهم ولهذا فإن أفضل وقت لزيارة المدينة لرؤية قصتنا أن تكون خلال أيام الأسبوع.
أما رائحة البحر والصيادون فيرافقونك على مسافة 2 كلم تقريبا لتصل إلى حيث رست الحضارات على شواطئ صور التي إستحال جزء منها لبناء مرفأ بشكل دائري تتوزع بداخله مراكب الصيد وأخرى مخصصة لجولات بحرية تصعد بك عباب البحر لتكون قبطانه، فهل تدفع 5000 ل.ل. لمغامرة كهذه؟
ولكننا الآن في رحلة بحث عن الخواتم والأميرات، ولذا نستودع البحر وألذ المأكولات البحرية والمازة اللبنانية التي تقدمها المطاعم حول المرفأ لللإتجاه شماله، ولكن عليك ان تحذر من مصائد الحارس من حبال الكهرباء المتدلية وبقع الماء المتناثرة أن تسقط فيها،و تسمع صوتا خافتا يناديك أتيا من الظلام بعد إنتهاءك بتجاوز عقبات حي المنشية والجورة التي ترجع بك إلى العصور الرومانية ثم يغيب الصوت بين قرقعة المارة فهل وصلنا إلى مدينة الأميرات ؟
تلتفت يمنة ويسارا يأخذك صوت ينادي"سمك سمك"، وأخر "أطيب أكلة سمك "، أشعة شمس تخترق الأصوات وتتسلل من السقوف لتسقط على الخواتم فتستحيل بريقا لامعا شفافا يسلط الضوء على ملابس الأميرات والأمراء كما عروض الأزياء في عواصم الموضة في باريس، روما، ونيويورك
على الأرجح أننا وصلنا، ولكن اين الصياد الذي نريد؟ جميعهم صيادون، أوبائعي ذهب، أو ملابس، فتعرف حينها أنك في سوق صور بدون يافطة توضيحية، تسأل عن الصياد والخاتم فيضحك البائعون ويختم أحدهم قهقهته بآسم: عادل، عليك بعادل، عندها تجد كنزك.
تدخل في مفارق سوق صور وتخرج إلى ممر طويل تتداخل فيه الأضواء والمحلات، تفاجئك عيون الأسماك حين مرورك، وتصطدم بخيالك على الواجهات الزجاجية للمحلات فتخال نفسك تنتقي أحد الخواتم لحبيبتك، أو أحد العقود الفضية لأختك أو آبنتك، ثم تتبع بسمات المارة وبخطوات على أحجار قديمة رصاصية اللون تسمع طرقات سندان ومطرقة، ورجل أكل عليه الدهر وشرب، ولكن يأبى أن تفارقه الذكريات، فيعيد للأواني والأراكيل والتحف وما شابهها حياتها، فيحافظ على ذكرياته وذكريات الآخرين، تسأله عن قصته، عن الخاتم والأميرة فيجيب : ... لن أجيب، عندما تزوروه، هو يخبركم
علي أرقه دان
No comments:
Post a Comment