Sunday, 10 August 2014

سمرة يا سمرة



عندما كنا نقول حلوى صيداوية، كان يتبادر إلى الذهن نوعان منها: السنيورة والسمرة. لكن اليوم، تفوق نوع على نوع، وهو «حلوى السمرة»، فقد تربعت هذه الأخيرة على عرش صناعة الحلويات التراثية التي تشتهر بها المدينة، حتى بات القول إن ملكها «كش» خارجاً حلويات السنيورة المشهورة هي الأخرى. لكنها، كما السنيورة، أخذت الاسم من اسم العائلة التي امتهنتها منذ عقود طويلة، قبل أن يتوارثها الكثيرون من أبناء صيدا.



تضم «العائلة الفنية» لحلويات السمرة تشكيلة واسعة من الأصناف، فهناك «السمسمية والبندقية واللوزية والفستق الحلبي وجوز الهند بأنواعه والمشمشية والجزرية». ويشي اسم كل صنفٍ منها بمكوناته؛ «فالسمسمية مكونها الأساسي السمسم، ويضاف إليه بعض أنواع المكسرات ويغلى مع القطر والسكر، وهكذا الحال بالنسبة إلى بقية الأصناف».

وحدها «السودا بالجوز»، وهي أحد مشتقات الجزرية، لا يدل اسمها على مكوناتها؛ فهي حصيلة «مزج العسل ودبس الخروب والجوز وقلب اليقطين، تغلى وتطبخ حتى نصل إلى النكهة الشهية الخالصة من هذه الأنواع»، حتى زبائنها «غير»، فغالبية من يطلبها هم اصحاب الذوق  ولا يضاهي مذاقها إلا حلاوة «منتصف شعبان»، أو بلغة صيداوية «حلاوة النص» وهي حلاوة محببة تهدى وتقدم كطقس من طقوس إيمانية وابتهاجية يمارسه صيداويون ومواطنون لبنانيون وعرب، وتوزع على الأحبة والمحتاجين. أما ما يميز السودا، فهو أنها مصنعة من اليقطين (القرعة) الذي باستطاعته مقاومة التلف لأشهر بعد قطفه، ومع خلطة سرية لا يفصح عنها صناع السمرة، تصبح بعد تبريدها وتقطيعها جاهزة للأكل». كنت دائماً اجلب تشكيلة منوعة من حلويات السمرة كي اهديها إلى أصدقائي في النروج. مثل كتير حلويات تراثية سافرت من لبنان إلى بلاد اخرى». إنها حلويات عابرة للقارات. أضيفت إلى هذا التراث الصيداوي نكهات إضافية، منها نكهات الموز والفريز والشوكولا.

                                                                             علي سليمان


No comments:

Post a Comment