سحر شبايطة
قلعة جبيل , هذا الارث الحجري المكون على شاطئ مدينة جبيل كيف لك ان تجهله , فالقلعة عنوان المدينة
ومقصد اهلها وزوارها , ولاهلها دور كبير في تطور هذا الاسم , حيث انك اذا ردت
الوصول الى القلعة , عليك ان تسلك اسواق جبيل العتيقة وعليك ان تعيش في كل متر
لحظة تأمل تختلف عن الاخرى
, فحجارتها الرملية القديمة تروي قصص توارثت عبر
التاريخ وتمجد حاضر راقي يعبر عن اهله , وهناك حائط يسمى بحائط الشوق حيث نقشت
عليه ذكريات اناس خلدت اخبارهم في هذا المكان , وانت تسلك السوق الاسواق العتيقة
لتصل الى القلعة ( مبتغاك ) عليك ان ترى اخر ازياء الملابس , واجمل لوحات الفنون ,
وتشم رائحة اشهى, الماكولات , وارقى
المقاهي النتشرة على جوانب الطريق , ومنحوتات بين الخشب والنحاس كل هذا في دقائق ,
تتمنى لو ان هذا الطريق اطول , ثم تصل القلعة وترى الامراج تضرب بالصخور وكانها
غاضبة منك لما انتظرت الى الان لتزرني , تجلس لا تدري ان منت ستراقب مغيب الشمس ,
ام عناق العشاق الذين رموا الدنيا ورائهم وعاشوا غرام جبيل , ام تجلس لتتامل كيف
بني هذا الكيان الهندسي العجيب , ام
لتلتقط لنفسك صورا لتتباهى بين اصدقائك بانك حظيت بشرف الزيارة , تقف امام
جميع هذا المشاهد حائرا فتصل لقناعة انك لن تشبع من لذة البقاء فيها , فتتأمل
وتاخذ الصور وتندهش وتسرح وتمشي وتجلس وتغادر لتعود طريق الاسواق الذي سيختلف عن
ما رايت في النهار , حفلات على جانب الطرقات , اضاءة خافتة ,اناس اتوا ليفرحوا فقط
, بائعين ورد وفرح , قوى امنية تحمي سعادة الناس , وينتهي الطريق لتصل سيارتك ,
وتشغل مبرد الهواء وتشعر بالفرق ان هذا الهواء ليس الذي تنشقته خارجا , وتضع يدك
على الراديو لتفاجئك فيروز بصوتها قائلة " تبقى ميل تبقى سئال " فتبتسم
وتغادر مسرعا مخططا لعودة في اقرب فرصة
....
No comments:
Post a Comment